بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم

التقديم

نحمد الله العلي العظيم ونصلى على أشرف الخلائق ومعلم الأمة صلى الله عليه وسلم. أما بعد:

بدأت تدفّق ينابيع مفعمة بالحياة في صحراء الجزيرة العربية، التي كانت في ظل جاهليتها الحارقة قاحلة، من بئر ”دار أرقم”. بتلك الرحيق ‘الأرقمي’ النابض، تحولت صحراء العرب القاحلة إلى واحة خضراء مزهرة. ومن بين تلك النفوس النيرة: أبو بكر، عمر، عثمان، علي، طلحة، الزبير، عبد الله بن مسعود، عبد الله بن عباس، أبو ذر الغفاري، خالد بن الوليد، وسلمة بن الأكوع — كلٌّ سليل من أساطين هذه الواحة. 

وتستمر هذه الينابيع الرحيق عبر الأزمنة، ناشرة نور العلم والحكمة، والأمانة والديانة، والحقيقة الخاشعة لله. ومن هذا المنهل النوراني ينبع تيار من التيارات المباركة، وهو ”دار العلوم ديوبند”.

لطالما كانت الأعاصير الزائفة والأمواج العاتية تسعى لجعل تلك البقعة الخضراء الواحة تتحوّل إلى صحراء جرداء. لقد حاول الحاجز الشيطاني – الذي يهدف إلى كبح جريان ينبوع “أرقمي” الحيوي – مراراً وتكراراً بشتى المؤامرات والمكائد. ونتيجة لذلك، تباطأ مجرى هذا التيار مرات عديدة، لكنه لم يتوقف. وفي ظل هذه الظروف العصيبة، تأسست “دارُ العلوم ديوبند” لتستعيد زخمه.

تأسيس الجامعة وموقعها

تُعَدّ جامعتنا “الجامعة الإسلامیة بیت الفلاح” مؤسسةً دینیةً خاصةً بارزةً في العاصمة دكا ب‍دولة بنغلاديش. وقد تأسّست في عام ١٣٩٦ هجري – الموافق لعام ١٩٧٥ ميلادي – بناءً على توصيات علماء ورجال الدين المرموقين، وبمساعدة جماعة من المؤمنين المتعبّدين. وكان الهدف من تأسيس هذه الجامعة تلبية الحاجة إلى علوم الدين، وتعزيز الإيمان والأخلاق، والحرص على الأعمال الصالحة، مع الحفاظ على العقيدة الإسلامية الصحيحة، ودمج التعليم الديني والدنيوي بشكل متناسق.

ومن ثم، فقد اعتمدت مناهجها على مناهج دار العلوم ديوبند – هذه المؤسسة الدينية التقليدية البارزة في الهند. كما أدخلت في مناهجها العلوم المعاصرة والعلوم الإنسانية، كالأدب، وعلم البلاغة، والمنطق، والتاريخ، والاقتصاد الإسلامي، والجغرافيات، ورياضيات، وتعليم اللغات المتنوّعة، خاصة لغتها الأم البنغالية، واللغتين العربية (لغتها الدينية والدولية)، وكذلك الأردية – لغة السلف – تماشياً مع التحديث المعرفي.

بدأت مسيرتنا الجامعية كمدرسة صغيرة، ولكن بحمد الله وفضله أصبحت اليوم واحدة من أكبر وأشهر الجامعات الخاصة في البلاد، وسيتواصل مسار نمائها باستمرار إن شاء الله. وتتوفّر في جامعتنا حالياً جميع المراحل التعليمية، من المرحلة الابتدائية وحتى مرحلة تكملة الحديث .

من أهداف الجامعة

1. تحقيق مرضاة الله سبحانه وتعالى ورسوله الأمين صلى الله عليه وسلم.

2. بناء مجتمع مشرق بنور التوحيد والرسالة، خالٍ من الشرك والبدعة والثقافات الدخيلة وكل الطرق الباطلة.

3. تأهيل أبناء المسلمين ليكونوا خلفاء صالحين للرسول صلى الله عليه وسلم، من خلال التربية على الأعمال الصالحة وتعليم العلوم الدينية.

4. إعداد الطلاب ليكونوا مواطنين مؤهلين، من خلال تعليمهم تاريخ الأمة الإسلامية وتراثها وثقافتها.

5.إيقاظ المشاعر الروحية والتقوى في نفوس الطلاب، من خلال التعليم والتربية.

6. تأهيل الطلاب ليكونوا دعاة ومجاهدين مخلصين لدينهم، قادرين على مواجهة تحديات القوى الباطلة.

7. تأهيل الطلاب ليكونوا قادرين على تقديم الإسلام بطريقة سهلة وجذابة، لكل فرد في المجتمع، وفي كل مرحلة من مراحل الحياة.

مسار الجامعة

تُعدّ الجامعة الإسلامية بيت الفلاح مؤسسة تعليمية إسلامية متميزة، تجمع بين التعليم الديني والتعليم العام الضروري. تُقدّم التعليم من مرحلة الأطفال حتى مرحلة دورة الحديث (الماجستير) وفق منهج تعليمي منظم، حيث يتم تدريس القرآن الكريم والحديث الشريف والفقه الإسلامي وأصول الفقه و العقائد الإسلامية، بالإضافة إلى اللغة العربية، والأدب الأردي، والمواد الأساسية الأخرى. تسعى الجامعة إلى تحقيق نظام تعليمي منتظم من خلال تنظيم دورات تدريبية متنوعة. كما تُنفّذ الجامعة مبادرات مختلفة لخدمة المجتمع المحلي وتقديم خدمات دينية للمجتمع.

لتحقيق هذه الأهداف، تم إنشاء ثلاثة مشاريع رئيسية:

1. مشروع التعليم.

2. برنامج تدريب الطلاب.

3. مشروع الخدمة المجتمعية.

مشروع التعليم

يشتمل هذا المشروع على ثلاثة أقسام رئيسية:

1. قسم روضة الأطفال (المکتب)

في هذا القسم، يتم تعليم الأطفال على مدى عامين باستخدام أسلوب نوراني جذاب، بدءًا من تعليم الحروف الأبجدية وصولاً إلى التلاوة الصحيحة للقرآن الكريم وحفظ جزئين أو ثلاثة أجزاء، بالإضافة إلى تعليم المواد الأساسية مثل اللغة البنغالية، والإنجليزية، والرياضيات. كما يتم تعليمهم مسائل الحياة اليومية مثل الوضوء، والغسل، والصلاة، والأدعية والأذكار، وحفظ أربعين حديثًا نبويًا مع معانيها.

قسم تحفيظ القرآن الكريم

في هذا القسم، يتم تدريب الطلاب الذين اجتازوا مرحلة المکتب على حفظ القرآن الكريم كاملاً خلال فترة لا تتجاوز أربع سنوات، تحت إشراف حافظين ذوي خبرة وكفاءة. يُركّز على تلاوة القرآن الكريم بشكل صحيح، بالإضافة إلى تقديم دروس تحضيرية خاصة لتأهيلهم للالتحاق بقسم الكتاب.

قسم الكتاب :

يُقدّم هذا القسم منهجًا منظمًا يبدأ من المرحلة الابتدائية وصولاً إلى مرحلة دورة الحديث (الماجستير). يشمل المنهج دراسة مواد أساسية مثل النحو، الصرف، الفقه، الحديث، المنطق، العقيدة، الآداب، البلاغة، والفلسفة، بالإضافة إلى المواد العامة مثل اللغة البنغالية، الرياضيات، الإنجليزية، التاريخ والجغرافيا. يهدف القسم إلى إعداد علماء مؤهلين، ذوي معرفة عميقة وتجربة عملية، ليكونوا قدوة في العلم والعمل.

برنامج تدريب الطلاب

بالإضافة إلى المنهج الدراسي المنتظم، يُولي البرنامج اهتمامًا خاصًا بتزويد الطلاب بالمهارات اللازمة لمواجهة التحديات المعاصرة في مجالات العمل المختلفة. يهدف البرنامج إلى تمكين الطلاب من أداء مهامهم بكفاءة عالية في بيئات العمل المتنوعة. تحت إشراف الهيئة التعليمية، يتم تنفيذ مجموعة من الأنشطة والبرامج التي تساهم في تطوير المهارات الإنسانية والاجتماعية للطلاب، مما يساهم في إعدادهم ليكونوا أفرادًا فاعلين ومؤثرين في المجتمع.

يشتمل هذا البرنامج على ثلاثة أقسام رئيسية

1. تدريب الخطابة.

   بعد اكتساب المعرفة بالقرآن الكريم والحديث الشريف، يُعتبر نقل هذه العلوم إلى مختلف شرائح المجتمع من مسؤولية العلماء. لتحقيق ذلك، يتطلب الأمر إتقانًا لغويًا، والقدرة على التعبير عن الأفكار بوضوح وبأسلوب سهل، بحيث يكون مفهوماً للجميع. لذلك، يتم تنظيم تدريب خطابي تنافسي أسبوعي في قاعة الجامعة تحت إشراف الأساتذة، بهدف تطوير مهارات الطلاب في فن الخطابة.

2. نشر المجلة الحائطية

يخضع المشهد الأدبي الحالي لسيطرة فئة من الأشخاص المنحرفين عن الدين والمستفيدين من الوضع الراهن. تحت تأثير هؤلاء الذين يميلون إلى الثقافات الغربية، تتعرض الثقافة الإسلامية والمجتمع المسلم والمشهد الأدبي للضرر. لحماية الأمة الإسلامية والدين من هذه القوى، هناك حاجة إلى فريق من الكتاب ذوي الوعي الإسلامي، يعملون على نشر الثقافة والفكر الإسلامي. لتحقيق هذا الهدف، تصدر الجامعة مجلة حائطية باللغة البنغالية، تشجع على ممارسة الأدب، وتساهم في نشر الوعي الثقافي الإسلامي.

3. مكتبة الطلاب

   لتعزيز المعرفة العامة والاطلاع على القضايا المعاصرة، تمتلك الجامعة مكتبة غنية بالكتب القيمة من مؤلفين محليين ودوليين. تتيح هذه المكتبة للطلاب فرصة التوسع في معرفتهم في مجالات متعددة، مما يساعدهم على تطوير فهم أعمق للعالم من حولهم.

مشروع الخدمة المجتمعية

تتخذ الجامعة عدة خطوات لصالح المجتمع العام في البلاد. فيما يلي تفاصيل هذا المشروع:

قسم الفتوى

يواجه أفراد المجتمع العديد من التعقيدات والمشكلات في حياتهم الشخصية، الأسرية والاجتماعية. تحت إشراف مفتيين ذوي خبرة، يتم تقديم حلول عملية ومستندة إلى الشريعة لجميع هذه المشكلات.

قسم الفرائض

يُقدّم هذا القسم المساعدة في توزيع تركة المتوفى من الثروة المنقولة وغير المنقولة وفقًا لأحكام القرآن الكريم والحديث الشريف، مع ضمان وصول حقوق الورثة إليهم.

قسم الدعوة والتبليغ

يُقدّم هذا القسم تدريبًا عمليًا للطلاب على إصلاح النفس، وبناء الحياة وفقًا للقرآن والسنة، ونقل الدعوة الإسلامية إلى المجتمع. يتم تنظيم جلسات توجيهية من كبار العلماء في “كاكرائيل” وغيرها، مما يُحرّض الطلاب على المشاركة في أنشطة التبليغ خلال عطلاتهم، مثل قضاء 3، 5، 7، أو 10 أيام في الدعوة، بالإضافة إلى قضاء شهر رمضان في التبليغ. تحت إشراف أحد الأساتذة المتميزين، يُشارك الطلاب في أعمال الدعوة في الأحياء لمدة 24 ساعة أسبوعيًا.

قسم خدمة الإنسانية في الأزمات

بجانب التعليم، يُشارك الطلاب والمعلمون في تقديم المساعدة المالية للمتضررين من الكوارث الطبيعية مثل الأعاصير والفيضانات، وكذلك للأشخاص المحتاجين. يتم تقديم الدعم بشكل يومي للمسافرين والمحتاجين الذين يواجهون صعوبات، وذلك من خلال جهودهم الذاتية.

للاستفسار والتواصل

الموقع الإلكتروني:

البريدالإلكتروني: jamiaislamiabaitulfalah@gmail.com

رقم الهاتف: 8801817005103

نسأل الله أن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى، وأن يجعل هذه الجامعة منارة للعلم والدعوة، وأن يبارك في جهود القائمين عليها.